أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي، يقول: '' إنَّه لما قصد المدينة لزيارة النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا أدخل المدينة حتى يأذن لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قال: فوقفتُ على باب المدينة أربعة عشر يوماً، فرأيتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فقال لي: يا عبد الله! أنا في الدنيا نبيك، وفي الآخرة شفيعك، وفي الجنة رفيقك!! واعلم أن في اليمن عشرة أنفس مَن زارهم فقد زارني، ومَن جفاهم فقد جفاني ''.
أقول: ولذلك يُصِرُّون على حديث: { مَن حجَّ ولم يزرني فقد جفاني } ليستفيدوا به في مثل هذا الموضع، فإذا قلتَ لهم: هذا الحديث ضعيف لا تراهم يدافعوا عنه؛ لأنه لم يثبت عن رسول الله، يدافعوا عنه لأنه يبطل دعواهم هم.
يقول: ''فقلتُ: مَن هم يا رسول الله؟! فقال: خمسة مِن الأحياء، وخمسة مِن الأموات، فقلت: مَن الأحياء؟ قال: -فلان، وفلان.. إلى أن يقول- خرجتُ في طلب القوم، وليس الخبر كالمعاينة، ومَن شكَّ فقد أشرك!! فأتيتُ الأحياء، فحدثوني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لهم كذلك، قال: وأتيتُ الأموات فحدَّثوني، فلمَّا أتيتُ الشيخ محمد النهاري قال: مرحباً برسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت له: بم نلتَ هذا؟ قال: قال الله عز وجل: ((وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ))[البقرة:282] ''.